القائمة الرئيسية

الصفحات

لوازم الإيمان بالله وكتبه ورسوله

لوازم الإيمان بالله وكتبه ورسوله

( ............، ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
[سورة البقرة - آية 855]
إن من لوازم الإيمان بالله لهو الإيمان بكتابه وبرسوله وكل ما جاء به كاملاً غير منقوص ، فلا يصح الإيمان مع الكفر أو أنكار ولو بآية واحدة من كتاب الله أو سنة وأحاديث رسول الله صلى الله وسلم الصحيحة والثابتة ...
فلا يصح الإسلام إلا بذلك ، بل ويجب تسليم القلب والعقل به و بأن كل ما جاء في الكتاب (القرآن الكريم) وكل ما أمر به رسوله الكريم هو الخير والواجب أتباعه دون غيره ، وليس ما هناك أفضل منه ولا ما هو مقدمٌ عليه ، وليس في النفس إلا التسليم الكامل والحب واليقين بكل ما فيه وأنتفاء كل كره وبغض وضيق من أي ما أمر الله به ورسوله كاملاً غير منقوص ..
(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
[سورة النساء - آية 655]
إنه التسليم الكامل لله ولأوامره سبحانه ولكل ما جاء به رسوله وأمر به في الكتاب والسنة الصحيحة ...
وإن أشد ما أفتتن به بنو آدم لهو تحكيم شهواتهم وعقولهم في ما أمر به الله ورسوله ونكران بعضه (ولو الحظ اليسير القليل منه) فكانوا كمن ردوا الدين كله ، فهذا الدين لا يصح إلا كاملاً غير منقوص والتسليم والإستسلام لله وحده دون شريك في الطاعة ، و الأمر والنهي ، والحرام والحلال ليس إلا من الله وحده سبحانه وتعالى ، و في ذلك ما ذكره الله فيمن عجبوا بعقولهم وجعلوها مصدر تشريعهم ولقبولهم أو رفضهم لأوامر الله فكفروا وضلوا ...
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا)
[سورة الفرقان - آيات 43 : 444]
فصرنا نرى من ينكر حجاب المرأة الذي أمر الله به مثلاً ، أو من يرى في أحكام الله وشريعته من الآراء والأهواء و وجهات النظر ما يتنافي مع ما جاء في الكتاب ، ومن يريد تحريف وتعديل بعض أحكام المواريث أو غيرها ، أو من يريد حذف بعض آيات المصحف أو أخفائها لأنها لا تعجبهم ...
(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ
 تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ *
 وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)

[سورة اﻷنعام - آيات 91 : 922]
أو من يكذب بعض الأحاديث ويدعي أنها غير صحيحة لأنها لا توافق هواه ولا يعجبه مضمونها ، ولقد تعهد الله بحفظ كتابه وسنة نبيه وفي علم الحديث وتبيان صحة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وفرز المكذوب أو الضعيف الثبوت علم طويل في تتبع الرواة وأسانيد كل حديث وسيرة كل من تشرف برواية الحديث من العلم العظيم الذي لم ولن يتكرر على مر التاريخ ..
 وبهذا العلم فقط ينبغي دراسة الحديث والحكم على صحته وقبوله أو رفضه وليس بالأهواء والجهل ولا بالعقل والعجب بالنفس في تقييم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ورد في سيرته ..
....
 إن الإسلام لهو الإستسلام و الإيمان الكامل بكل أوامر الله وشريعته وسنة نبيه كاملة غير منقوصة والتسليم بالقلب والإعتقاد بأفضليتها كاملة دون حذف ولا تعديل منه أى شيء ونكران أي منها لهو الكفر العظيم والقدح في دين الله والتبرأ منه والعياذ بالله الذي يجب الحذر منه ...
وفي ذلك ما يجب التفرقة بين المعصية والذنب الذي قد يقع فيه المسلم مع أقراره بأوامر الله وبين رفضه لأمر الله نفسه ..
فالعاصي من يقر بما أمر الله ويؤمن به ويجد في نفسه الحب والرغبة والتسليم له كاملاً دون تحريف ولا تعديل ، لكن يقع في معصيته ويتمنى التوبة والإقلاع فعسى الله أن يتوب عليه ويغفر له معصيته وذنبه لأن هذا الذنب لا يخرج بصاحبه من دائرة الإسلام ...
والتفرقة بين هذا ومن يأتي بالذنب مستحلاً له ، أو لا يأتي بالطاعة والفريضة منكراً لوجوبها غير مقتنع بها .... فهذا هو الكفر البواح أعاذنا الله منه يخرج بصاحبه عن دين الإسلام ..
اللهم فأشهد أننا آمننا بك وبرسولك وبكتابك وأتبعنا أوامرك ونواهيك راضيين مسلمين لك ، وليس في نفوسنا ولا قلوبنا إلا التسليم الكامل لك ولدينك كله ، اللهم أغفر لنا تقصيرنا إن عصيناك وأقبل توبتنا وأعنَّا على طاعتك وحسن عبادتك ويسر لنا من أمرنا رشدا ...

تعليقات