القائمة الرئيسية

الصفحات

( الشرك والكفر بالله ) الحذر والحيطة وأجتناب الوقوع فيه

الشرك والكفر بالله الحذر والحيطة وأجتناب الوقوع فيه

( الشرك والكفر بالله ) الحذر والحيطة وأجتناب الوقوع فيه
(أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)
[سورة الزمر - آية 33]
إن الله الواحد الأحد الفرد الصمد لا يقبل أن يُشرك به ولا يقبل إلا الدين الخالص له عز وجل ...
ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ اللَّهَ تعالى أغنى الشُّرَكاءِ عنِ الشِّركِ )
وإن من أعظم مبطلات الإيمان بالله ومحبطات العمل ومهلكات الدين لهو الشرك بالله في عبادته بأتخاذ قربات لغير الله أو الأعتقاد بالضر والنفع في غير الله أو الإلتجاء بالدعاء أو النذر أو الخوف او الرجاء لغيره ومن دونه من وسطاء وقبور وأضرحة..
أو من يظن في (الجن) أو أي من مخلوقات الله بدعوى السحر أو إبطال السحر وما شابه من أي معتقد يدخل شائبة الشرك في اللجوء والعبادة والرجاء لغير الله وحده لا شريك له عز وجل..
أو من يظن في شيء من الجمادات أو المخلوقات أو الطيور او الأرقام ما تجلب الحظ أو تملك النفع والخير أو تدفع الضر والشر أو تمنع الحسد ، فكل ذلك من المعتقدات الباطلة والشرك بالله.
(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)
[سورة اﻹسراء - آيات 56 : 577]
وهو ما نهى الله عنه وأخبر أنه محبط للعمل ومبطل للأيمان ..
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ * وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
[سورة الزمر - آيات 65 : 677]
فهذا التحذير والتنبيه للرسول الكريم بل وللأنبياء من قبله صلى الله عليهم جميعاً وسلم ..
وتلك الآفة التي أبطلت إيمان الناس بالله رباً وخالقاً فمع إيمانهم بذلك وتوحيدهم في الأقرار بوحدانية الله في كل أفعاله لهم لكن لم ينفعهم ذلك ، لأنهم أشركوا في عبادتهم وخوفهم ودعائهم ورجاءهم جعلوا له شركاء في أفعالهم التي صرفوها لله ...
(وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)
[سورة يوسف - آية 1066]
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ * اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*
 *وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ*
* وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ * فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)

[سورة العنكبوت 65 : 611]
إن تعلق القلوب لا يجب ألا تكون إلا بالله بالخوف منه ورجاء رحمته وحده سبحانه من يملك الضر والنفع فلا معبود غيره وحده بلا وسيط وبلا شريك له...
وإتخاذ أي من الشركاء معه لهو الكفر المحبط للعمل ، وصرف أي من العبادات من الدعاء والنذر والذبح والطواف وما شابه لهو كفر، أعاذنا الله منه ومن سيئاته وقبلنا في عباده الموحدين ...
...
 وفي ذلك يجب التنويه والإشارة إلا أن كلامنا هذا هو للحذر والحيطة وأجتناب الوقوع في الشرك والكفر ، وليس لأتخاذ ذلك ذريعة لأطلاق الكفر على الناس أو تكفير عوام الناس من الجهلاء أو من يقع في ذلك بجهل أو بسوء قصد وقلة علم ودون دراية..
فليس لآحاد الناس محاكمة العباد ولا الحكم على إيمانهم ولا كفرهم ، بل الوجوب أن ننشغل بأنفسنا بأن نحذر الوقوع في الشرك ، ونسعى للتوضيح للناس والدعوة لدين الله بالحسنى وبيان الحق والتوحيد لعباد الله، دون الحكم بتكفير من يكذب بذلك فحكمه على الله وحسابه عليه يوم القيامة ، فإن تلك الحجة عليهم وبيانها لهم والحكم عليهم وعلى إسلامهم من عدمه لهي مهام أولى الأمر وليس آحاد العباد فليتنبه ...
اللهم تقبلنا من عبادك الموحدين وتوفنا على ملة أبينا أبراهيم وشرعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وما كانوا من المشركين ..

تعليقات