القائمة الرئيسية

الصفحات

حكم الزنى في الاسلام

حكم الزنا في الاسلام

تعريف الزنا

الزنا هو وطء المرأة من غير عقد شرعي ، و هو من الكبائر باتفاق العلماء ، قال تعالى:
( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)
(الإسراء:32)
و قال سبحانه:(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلايَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَوَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً)
(الفرقان:68)
و قال: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَجَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌمِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
(النور:2)
حد الــزنــا و الزاني البكر يجلد مائة و يغرب عاماً ( أي يبعد عن بلدته)، أما المحصن
(الذى سبق له الزواج ) فحكمه الرجم ، ولابد في ذلك منالإقرار أو شهادة أربعة شهود ؛ إذ الشرع لم يتشوف لكثرة عدد المحدودينوالمرجومين.

الزنا من أخبث الذنوب

و ما في الزنا من نجاسة وخبث أكثر
و أغلظ من سائر الذنوب ما دون الشرك ،
و ذلك لأنه يفسد القلب و يضعفتوحيده جداً ،
و لهذا كان أحظى الناس بهذه النجاسة أكثرهم شركاً ،
و قال الذهبي : النظرة بشهوة إلى المرأة و الأمرد زنا ،
و لأجل ذلك بالغ الصالحون في الإعراض عن المردان ( الشاب الوسيم الذى لم تنبت له لحية )
و عن النظر إليهم و عن مخالطتهم ومجالستهم
و كان يقال : لا يبيتن رجل مع أمرد في مكان واحد ،
و حرم بعض العلماءالخلوة مع الأمرد
في بيت أو حانوت أو حمام قياساً على المرأة ، لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما .
و فى المردان من يفوق النساء بحسنه فالفتنة به أعظم.
و الشذوذات التي تزكم الأنوف كثيرة ، بل بلغت الوقاحة و الجرأة بالبعض مبلغاً جعلته يطالب بإباحة اللواط والسحاق.
و كان عمر بن عبد العزيز يقول : لا يخلون رجل بامرأة و إن كان يحفظها القرءان ، فلا يعتد بالنوايا الطيبة فمعظم النار من مستصغر الشرر ،
ولابد في هذاوغيره من صحة العمل .
و قد نهى الإسلام عن كل أنواع الزنا ، سراً كان أو جهراً وسواء كان احترافاً
أو مجرد نزوة عابرة من حرة أو من أمة ، من مسلمة أو غير مسلمة ، كما نهى أيضاً عن الخطوات التي تسبقه
و تؤدي إليه من نحو المخادنة و المصادقة ،
وحرم الخضوع بالقول و سفر المرأة بدون محرم وغير ذلك من الأمور التي شرعها الإسلاملصيان الأعراض والأفراد والمجتمعات من هذه الجريمةالنكراء. العفة مطلوبة من الرجال والنساء لو رجعنا إلى قول الله تعالى: (محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)
سورةالمائدة : 5
لوجدناه قد دعا إلى العفة
الرجال كما دعا إليها النساء، قال ابن كثير : كما شرط الإحصان في النساء
و هي العفة عن الزنا كذلك شرطها في الرجال  و هو أن يكون الرجل محصناً عفيفاً
و لذلك قال: غير مسافحين و هم الزناة الذين
لا يرتدعون عنمعصية
ولا يردون أنفسهم عمن جاءهم ، ولا متخذي أخدان : أي ذوي العشيقات الذين لايفعلون إلا معهم.

هل للزانية من توبة

هل حقا لا توبة للزانيه وهل إذا تاب الله عليها سيحاسبها يوم الدين على ما فعلت قبل توبتها ؟
وهل عند دفنها سيفتضح أمرها
هل عليها أن تعلم أحدا ليقام عليها الحد ؟
وهل ستر الله عليها يعني محبته لها أم كرهه لها ؟
ماذا عليها ان تفعل هي دائمة التفكير في الموت فهي تقول ان مثلها ليس لها حياة؟
ما حكم الدين في كل محاولات الزنى السابقه بعد توبتها
هل تحول سيئتها الى حسنات؟ هل رحمة الله كبيره لتصغر أمامها فعلة الزنى التي تعد من الكبائر ؟

الجــواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد اعلمي أختاه أن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء ،
وإحسانه على خلقه كبير ، ومن ذلك أنه سبحانه فتح الباب للتائبين ، وقبل ندم النادمين ، ولم يقنطهم من رحمته.
واسمعي لهذا الحديث فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها
– قد أيس من راحلته
– فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك
– أخطأ من شدة الفرح
–سبحان الله
... متفق عليه
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن رجلا قتل مائة رجل ولم يعمل خيراً قط لكنه ندم وتاب فقبل الله توبته ، فالمؤمن لا يقطع الأمل من الله واسمعي لربك وهو يخاطبك يقول الله عز وجل : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء ) لتوبة الصادقة المشتملة على شروطها ، من الإقلاع عن هذه الجريمة إقلاعاً تاماً ، والندم على ما فات ، والعزم على عدم العودة إليها مطلقا .
ومن فعل ذلك فقد تاب إلى الله تعالى ،  ومن تاب تاب الله عليه ،  وقبله ، وبدل سيئاته حسنات .
كما قال سبحانه :  ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ  عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) 
التوبة104
فمن وقع في الزنا فليبادر بالتوبة إلى تعالى ، وليستتر بستره ، فلا يفضح نفسه ؛  لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عز وجل عنها ،  فمن ألم فليستتر بستر الله عز وجل ) 
رواه البيهقي .
عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  ( لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة )
صحيح مسلم.
افرحي أختي أن لك رباً غفوراً رحيماً حليماً ,  يقبل توبة العبد بعد الإسراف في المعاصي ,
فيتوب عليه ولا يبالي ,  بل ويبدل سيئاته حسنات... أليس هو الذي نادى عباده قائلا  (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ  لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ  جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيم) 
(الزمر:53)
كيف تتخلصين من الزنا والتفكير فيه:  وعليك أختي ترك هذه المعصية وترك محاولة  الانتحار فالانتحار أعظم من الزنا فعليك  بالإبتعاد عن الأسباب التي تدفعك لهذا الفعل القبيح .
فإن كان من أسبابها الرفقة فقاطعيهم ،  وإن كانت مجالس أو وحدة وفراغ  فحاولي القضاء على أسبابها أيا كانت و املئي  فراغك بالنوافل من تلاوة قرآن أو صلاة أو غيرها ،  وداومي عليها ولو كانت يسيرة فإن الحسنة تطرد السيئة ، والطاعة تبعد المعصية .
صاحبي الصالحات من أخواتك وأقاربك ، واجتمعي معهم في الخير والذكر ، فقد قال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ ..كَحَامِلِ الْمِسْكِ ..  إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ  وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً..)  فأنت الرابحة على كل حال .
- اجعلي المنزل خالياً مما يغضب الله عز وجل ، فطهريه من المعاصي حتى لا تذكرك بما تقارفين .
- اقتني الأشرطة الإسلامية وخاصة الرقائق منها ، فهي ترقق القلوب وتزيد الإيمان وتكسب الخوف والخشية .
- إذا كنت تستخدمين الإنترنت فشاركي  معنا في طريق الجنة بتعليقاتك ومشاركاتك.
- ضعي لنفسك برنامجاً لقراءة الكتب النافعة.
الزمي نفسك بقدر من قراءة القرآن أعمال البر والخير، فمتى ما امتلأ برنامجك اليومي بالصالح من الأعمال لم تجد نفسك  وقتاً لأن تحدثك بالمعاصي.
أوصي نفسي وإياك بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار والدعاء ونسال الله ان يثبتك على طريق الجنة وأن يغفر لنا ولك وللمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد  وعلى آله وصحبه وسلم  هذا وقد اكتمل الحديث عن أبغض و اعظم الذنوب والكبائر و حكم الشرع بها و ارجو منكم اخوتى حسن المتابعه وجزاكم الله كل خير
و اعتذر عن الاطاله و تأخير الدروس اللهم استرنا
فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

تعليقات