القائمة الرئيسية

الصفحات

فضل طعام المسكين

حض الله سبحانه وتعالى على إطعام المسكين 

وشدد على ذلك في آيات كثيرة، 

فرغب وحذر مبينا أن الأمر ليس مجرد اختيار

 أو زيادة في التقرب 

- كما يظن البعض - 

بل هو أمر واجب يثاب فاعله ويعاقب تاركه

فتارة بالترغيب اذ هي من أسباب النجاة، 

قال تعالى -:  فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ Aya-11.png وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ Aya-12.png 

 فَكُّ رَقَبَةٍ Aya-13.png أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ Aya-14.png 

 يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ Aya-15.png أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ Aya-16.png

[البلد: 11-16].


ومدح الله - تعالى - المطعمين فقال :

 وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا Aya-8.png 

إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا Aya-9.png

 [الإنسان: 8-9].

وتارة بالترهيب:

فقال - تعالى - في حق صاحب الشمال :

(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿٣١﴾

 ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿٣٢﴾

 إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ ﴿٣٣﴾ 

وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣٤﴾ 

فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ﴿٣٥﴾ 

وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴿٣٦﴾

 لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴿٣٧﴾) 

[الحاقة: 30-34].

وذم أهل البخل وبين أنهم أصحاب الجحيم، 

فقال – تعالى :

(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴿٣٨﴾

 إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴿٣٩﴾

 فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴿٤٠﴾ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ﴿٤١﴾

 مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿٤٣﴾ 

وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴿٤٤﴾) 

[المدثر: 38-44].

بل ذم الله ترك الحض على طعام المسكين،

 فقال – تعالى :

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴿١﴾ 

فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴿٢﴾

 وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴿٣﴾) 

[الماعون: 1-3].

فذكر ترك إطعام المسكين مع الكفر بالله و ترك الصلاة 

و التكذيب بالدين....

 عن أبي هريرة -رضي الله عنه-

 قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم

من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر أنا، 

قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟

 قال أبو بكر أنا. 

قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟

 قال أبو بكر أنا،

 قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟

 قال أبو بكر أنا، 

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

:" ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة ".


فالواجب على من عنده فضل مال أن يعود 

به على من لا فضل عنده، 

والواجب على من عنده فضل طعام 

أن يعود به على من لا فضل عنده،

 فقد قال - صلى الله عليه

 وسلم -: " يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك، 

وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، 

وابدأ بمن تعول

 فإذا استطعمت فأطعم، وإلا فإنك ملام،

 فقد جاء في الحديث عن رب العزة - سبحانه -

 أنه يقول للعبد يوم 

القيامة: " يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني،

 فيقول: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ 

فيقول: استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، 

أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ".

وقد بين سبحانه أن عدم إطعام المساكين يذهب بالنعمة،

فقال - تعالى -:

(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا 

لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿١٧﴾ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿١٨﴾ فَطَافَ 

عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾ فَأَصْبَحَتْ 

كَالصَّرِيمِ ﴿٢٠﴾) 

[القلم: 17-20].

فإياكم عباد الله والبخل،

 لا تحسبوه خيرا لكم بل هو شر لكم. 

قال - تعالى -:

(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن 

فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا 

بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّـهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ 

وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿١٨٠﴾) 

[آل عمران: 180].

أنفقوا وتصدقوا أطعموا،

 فــ " إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها،

 وباطنها من ظاهرها، أعدّها الله لمن ألان الكلام،

 وأطعم الطعام، وتابع الصيام، 

وصلى بالليل والناس نيام ".

جعلنا الله وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تعليقات